الأخبار الأسبوعية لتاريخ 11/09/2025

أهم الأخبار القانونية في الصحف المحلية

حرصاً من مجموعة بن عرفه للمحاماة والاستشارات الشرعية والقانونية على إحاطتكم بأهم الأخبار القانونية في الصحف المحلية لهذا الأسبوع، والتي لا ينفك ارتباطها عن أعمالكم ونشاطاتكم التجارية والعمالية والاجرائية، وعليه نورد لكم أهم الأخبار فيما يلي:

 

 

 

هيئة السوق المالية تصدر لائحة تنظيم اتفاقيات المقاصة وترتيبات الضمان المالي

أصدرت هيئة السوق المالية لائحة تنظيمية جديدة تهدف الى تنظيم اتفاقيات المقاصة وترتيبات الضمان المالي المرتبطة بالعقود المالية المؤهلة , وتضمن نفاذ هذه الاتفاقيات خارج نطاق إجراءات الإفلاس وضمن سياقها , وذلك بالتنسيق مع البنك المركزي ووزارة التجارة , استناداً الى نظام السوق المالية ونظام الإفلاس.

تعرف اللائحة المصطلحات الأساسية مثل المقاصة , العقود المالية المؤهلة , الضمان , واتفاقية المقاصة متعددة الفروع , كما تقر بحقوق أطراف الاتفاقيات خاصة الطرف غير المفلس- في تنفيذ المقاصة والاحتفاظ بالضمانات , حتى في حال خضوع الطرف الآخر لإجراءات الإفلاس في وقت أو تعديل تلك الحقوق.

كما تؤكد اللائحة على أن أحكام اتفاقيات المقاصة وترتيبات الضمان المالي تسري وتنفذ حسب شروطها ولا تتأثر بالإفلاس إلا في حالات احتيال مثبتة بأدلة واضحة.

وشملت اللائحة ملحقا بالعقود المالية المؤهلة , ضم أكثر من 25 نوعاً من العقود والمعاملات المالية , منها :مشتقات العملات , عقود السلع , المشتقات الائتمانية , اتفاقيات إعادة الشراء , والمعاملات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية مثل المرابحة والمساومة.

وتعد هذه اللائحة خطوة تنظيمية مهمة لدعم الاستقرار المالي في المملكة , وتعزيز الثقة في التعاملات المالية بين المؤسسات , خاصة في حالات الطوارئ أو التعثر المالي.

 

 

 

 

 

اعتمدت هيئة السوق المالية في المملكة العربية السعودية تعديلات على القواعد المنظمة للاستثمار الأجنبي في الأوراق المالية

تهدف هذه القواعد الى بيان الاحكام المنظمة للاستثمار الأجنبي في الأوراق المالية المدرجة وأدوات الدين وصناديق الاستثمار .

أهداف التعديلات:

تحفيز الاستثمار , تشجيع تدفق رؤوس الأموال الأجنبية الى السوق السعودي.

رفع الجاذبية والكفاءة:

جعل السوق أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب وتحسين كفاءته التشغيلية.

تعزيز التنافسية:

رفع مستوى تنافسية السوق السعودي على الصعيدين الإقليمي والدولي.

أبرز ملامح التعديلات:

توسيع قنوات الاستثمار:

توسيع نطاق الاستثمار الأجنبي بالسماح للأشخاص الطبيعيين والاعتباريين الأجانب , سواء المقيمين أو غير المقيمين بالاستثمار في الأوراق المالية المدرجة وأدوات الدين وصناديق الاستثمار , مع مراعاة الأحكام الواردة في هذه القواعد.

القيود على نسب التملك:

لا يجوز للمستثمر الأجنبي غير المقيم (فيما عدا المستثمر الاستراتيجي الأجنبي) تملك 10% أو أكثر من أسهم أي مصدر تكون أسهمه مدرجة أو أدوات الدين القابلة للتحويل الخاصة بالمُصدر , كما لا يُسمح للمستثمرين الأجانب مجتمعين (بجميع فئاتهم سواء المقيمون منهم أم غير المقيمين فيما عدا المستثمرين الاستراتيجيين الأجانب) بتملك أكثر من (49%) من أسهم أي مُصدر تكون أسهمه مدرجة أو أدوات الدين القابلة للتحويل الخاصة بالمُصدر.

الفئات المستثناة من شرط الأصول :

توجد فئات مستثناة من شرط الحد الأدنى لقيمة الأصول (مليون ريال) اللازم للمستثمر الأجنبي المؤهل , وتشمل: صناديق التقاعد , الصناديق الوقفية, عملاء صناع السوق , الجهات الحكومية والبنوك المركزية والصناديق السيادية , المنظمات الدولية والمؤسسات التابعة لها.

تبسيط اتفاقيات متبادلة:

يُسمح لمؤسسات السوق المالية بإبرام اتفاقيات مبادلة مع أطراف نظيرة أجنبية فقط لفائدة المستثمرين الأجانب غير المقيمين , وذلك لغرض نقل المنافع الاقتصادية لأوراق مالية مدرجة في السوق الى هؤلاء المستثمرين بصفتهم المستفيدين النهائيين من خلال صفقات المبادلة المنفذة تحت اتفاقيات المبادلة.

الإعفاء وحق التظلم:

للهيئة إعفاء أي شخص من تطبيق أي من أحكام هذه القواعد كلياً او جزئياً , اما بناءً على طلب تتلقاه منه أو بمبادرة منها , ويحق لأي شخص خاضع لهذه القواعد تقديم تظلم الى اللجنة في شأن أي قرار أو اجراء تتخذه الهيئة وفقاً لأحكام هذه القواعد.

المستثنون من القواعد:

لا تنطبق هذه القواعد على مواطني دول مجلس التعاون.

وهذه التعديلات تأتي في اطار الجهود المبذولة لجعل السوق المالية السعودية وجهة استثمارية جاذبة ومحفزة بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 الهادفة الى تنويع مصادر الدخل الوطني.

 

 

 

معلومة قانونية

في القضايا العمالية , اذا لم يرفع العامل أو صاحب العمل الدعوى خلال 12 شهراً من انتهاء علاقة العمل تسقط المطالبة تلقائياً.

لكن هناك استثناءات تسمح بقبول الدعوى بعد المدة مثل:

وجود عذر مشروع يمنع رفع الدعوى (مرض شديد أو حبس).

إذا وعد صاحب العمل بتسوية الحقوق ولم ينفذ.

اذا لم يكن العامل على علم بحقوقه بسبب خداع صاحب العمل.

إذا كانت المطالبة بمبالغ محفوظة لدى جهات حكومية مثل التأمينات الاجتماعية أو البنوك.

الأخبار الأسبوعية لتاريخ 04/09/2025

أهم الأخبار القانونية في الصحف المحلية حرصاً من مجموعة بن عرفه للمحاماة والاستشارات الشرعية والقانونية على إحاطتكم بأهم الأخبار القانونية في الصحف المحلية لهذا الأسبوع، والتي لا ينفك ارتباطها عن أعمالكم ونشاطاتكم التجارية والعمالية والاجرائية، وعليه نورد لكم أهم الأخبار فيما يلي:

 

(1): مجلس الوزراء يوافق على نظام نزع ملكية العقارات للمصلحة العامة ووضع اليد المؤقت

وافق مجلس الوزراء السعودي على نظام نزع ملكية العقارات للمصلحة العامة ووضع اليد المؤقت، ويُقصد بوضع اليد المؤقت الاستفادة من العقار لتحقيق مصلحة عامة لمدة محددة دون نقل ملكيته، على أن يُعوض الملاك تعويضًا عادلاً لا يقل عن أجرة المثل، مضافًا إليها نسبة 20٪ من قيمة الأجرة، إضافة إلى مقابل الأضرار الناشئة عن هذا الوضع.

كما عرّف النظام المصلحة العامة بأنها كل ما يحقق نفعًا عامًا في التنمية والازدهار وتغليب مصلحة المجتمع على المصلحة الخاصة، أو ما يدفع ضررًا عامًا مثل الكوارث والأوبئة وما في حكمها.

(2): لا حماية للمصنفات المولدة كليًا بالذكاء الاصطناعي

أصدرت الهيئة السعودية للملكية الفكرية مبادئ توجيهية جديدة أوضحت فيها أن الحماية القانونية وفق نظام حقوق المؤلف تقتصر على المصنفات ذات المساهمة البشرية الأصيلة. وأكدت أن الأعمال الناتجة بالكامل من أدوات الذكاء الاصطناعي دون تدخل بشري مؤثر لا تتمتع بالحماية، كما بيّنت أن المخرجات قد تُعد محمية إذا تضمن إنتاجها إبداعًا توجيهيًا أو تحريرًا فنيًا من الإنسان يعكس اختياراته الجمالية. هذا التوجه يتماشى مع الممارسات الدولية، ويهدف إلى تعزيز الوضوح القانوني ودعم البيئة الإبداعية في المملكة.

(٣): معلومة قانونية

إذا كانت حصة الشريك مقصورة على عمله، ولم يتضمن عقد تأسيس الشركة تحديدًا لنصيبه في الربح أو الخسارة، كان نصيبه فيهما مماثلًا لحصة أقل شريك في رأس مال الشركة، وإذا قدم الشريك -إضافة إلى عمله- حصة نقدية أو عينية كان له نصيب في الربح أو الخسارة عن حصته بالعمل ونصيب آخر عن حصته النقدية أو العينية.

 

الأخبار الأسبوعية لتاريخ 28/08/2025

أهم الأخبار القانونية في الصحف المحلية

حرصاً من مجموعة بن عرفه للمحاماة والاستشارات الشرعية والقانونية على إحاطتكم بأهم الأخبار القانونية في الصحف المحلية لهذا الأسبوع، والتي لا ينفك ارتباطها عن أعمالكم ونشاطاتكم التجارية والعمالية والاجرائية، وعليه نورد لكم أهم الأخبار فيما يلي:

 

 

 

هيئة السوق المالية تعتمد تعديلات القواعد المنظمة للاستثمار الأجنبي في الأوراق المالية.

صدر مجلس هيئة السوق المالية قراراً بتاريخ 26 مايو 2025م (28 /11 /1446هـ) يقضي باعتماد التعديلات على القواعد المنظمة للاستثمار الأجنبي في الأوراق المالية، وذلك استناداً إلى نظام السوق المالية الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/30) وتاريخ 2 /6 /1424هـ.

أبرز ملامح القرار:

 توسيع نطاق الاستثمار الأجنبي بالسماح للأشخاص الطبيعيين والاعتباريين الأجانب، سواء كانوا مقيمين أو غير مقيمين، بالاستثمار في الأوراق المالية المدرجة وأدوات الدين وصناديق الاستثمار، مع الالتزام بالأحكام النظامية ذات الصلة.

القيود على نسب التملك:

لا يجوز للمستثمر الأجنبي غير المقيم – باستثناء المستثمر الاستراتيجي – تملك أكثر من (10%) من أسهم أي مُصدر أو أدوات الدين القابلة للتحويل الخاصة به.

لا يجوز أن يتجاوز مجموع ملكيات المستثمرين الأجانب – بجميع فئاتهم – نسبة (49%) من أسهم أي مُصدر مدرج.

استثناء المستثمر الاستراتيجي الأجنبي، الذي يلتزم بالاحتفاظ بالأسهم مدة لا تقل عن سنتين.

تنظيم اتفاقيات المبادلة:

أقرّت القواعد السماح لمؤسسات السوق المالية بإبرام اتفاقيات مبادلة مع أطراف أجنبية نظيرة، بما يتيح للمستثمرين الأجانب غير المقيمين الاستفادة من المنافع الاقتصادية للأوراق المالية المدرجة، مع اشتراطات دقيقة تتعلق بالتصويت، وفصل أموال العملاء، ومكافحة غسل الأموال.

 الإعفاء والتظلم:

منحت القواعد الهيئة صلاحية إعفاء أي شخص من تطبيق أحكامها كلياً أو جزئياً، كما خوّلت المتضررين حق التظلّم أمام اللجنة المختصة بشأن أي قرار أو إجراء صادر عن الهيئة بموجب هذه القواعد.

الشفافية والإفصاح:

ألزمت القواعد السوق بنشر إحصائيات دورية على موقعها الإلكتروني توضح نسب ملكية الأجانب والمستثمرين الاستراتيجيين، إضافة إلى القيود النظامية المفروضة على الشركات المدرجة.

يأتي اعتماد هذه التعديلات في إطار جهود هيئة السوق المالية لتعزيز جاذبية السوق السعودية أمام الاستثمارات الأجنبية، ورفع كفاءة وعمق السوق، ودعم استقرارها، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 الرامية إلى جعل السوق المالية السعودية مركزاً مالياً إقليمياً وعالمياً.

 

 

 

 

 

وزارة التجارة توضح خطوات واشتراطات حجز الاسم التجاري إلكترونيًا عبر منصة المركز السعودي للأعمال

أعلنت وزارة التجارة عن آلية وخطوات حجز الاسم التجاري للمنشآت التجارية بشكل إلكتروني عبر منصة المركز السعودي للأعمال، مؤكدةً على مجموعة من الاشتراطات والضوابط النظامية الواجب الالتزام بها.

وأوضحت الوزارة أن من شروط التقديم على الخدمة:

ألا يقل عمر مقدم الطلب عن 18 عامًا.

أن يكون مقدم الطلب هو المستفيد من الاسم التجاري أو مفوضًا عنه.

كما بيّنت أن الاسم التجاري يجب أن يتكوّن من ألفاظ عربية أو معرّبة، أو من حروف أو أرقام عربية، أو من مزيج منها، وفي حال كان باللغة الإنجليزية يشترط أن يتكوّن من ألفاظ أو حروف أو أرقام، أو من مزيج منها.

وأضافت الوزارة أن الضوابط تقتضي:

عدم مخالفة الاسم التجاري للنظام العام أو الآداب العامة.

ألا يكون مضلّلًا أو محظور الاستعمال.

ألا يتشابه مع اسم تجاري محجوز أو مقيد في السجل التجاري لأي نشاط.

عدم التشابه مع اسم أو علامة تجارية مشهورة عالميًا أو مسجلة في المملكة.

وشددت وزارة التجارة على ضرورة التقيّد بكافة الاشتراطات والضوابط المنصوص عليها في الأنظمة التجارية عند اختيار الاسم التجاري وتسجيله.

 

 

 

 

 

 

 

معلومة قانونية:

من أسباب فسخ العقود وإبطالها في النظام:

التدليس: عيب يُخفى ولا يمكن للمشتري الوصول إليه إلا بعد العقد، مثل إخفاء البائع عيبًا في المبيع يؤدي إلى ضرر لاحق.

 الغرر: بيع ما له ظاهر غير المشتري وباطنه مجهول، كبيع مجهول العاقبة (مثل بيع حمل الحيوان أو السمك في الماء).

. الغَبن: زيادة أو نقصان فاحش في الثمن بما يخل بالعدالة، مثل بيع سلعة تساوي آلافًا بثمن بخس.

العيب: إخفاء البائع شيئًا في السلعة لو اطلع عليه المشتري لامتنع عن الشراء، مثل إخفاء عيب في سيارة أو عقار.

الجهالة: جهل المبيع أو الثمن أو عقد البيع، مثل بيع الطائر في السماء أو السمك في الماء.

توزيع الأرباح والخسائر بين الشركاء_مقالة_بن عرفة-1

توزيع الأرباح والخسائر بين الشركاء: كيف تنظّمه بوضوح قانوني؟

يُعد بند توزيع الأرباح والخسائر من أهم البنود التي يجب الانتباه لها عند تأسيس أي شركة أو شراكة تجارية. ورغم ما يبدو عليه من بساطة، فإن كثيراً من النزاعات التي تنشأ بين الشركاء يكون أصلها غموض أو إهمال هذا الجانب في العقد التأسيسي.

في هذه المقالة نسلط الضوء على كيفية تنظيم هذا البند وفقاً لنظام الشركات السعودي الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/132) لعام 1443هـ، ونقدم تصوراً قانونياً عملياً لتفادي الخلافات المستقبلية بين الشركاء.

 

أولاً: الإطار النظامي لتوزيع الأرباح والخسائر

ينص نظام الشركات السعودي صراحةً على أن الأصل هو اتفاق الشركاء على طريقة توزيع الأرباح والخسائر، وفي حال غياب هذا الاتفاق، يتم التوزيع حسب نسبة كل شريك في رأس المال.
جاء ذلك في المادة (15) من النظام، والتي تنص على:

“يُحدد عقد تأسيس الشركة أو نظامها الأساس طريقة توزيع الأرباح والخسائر، فإذا لم يتضمن العقد أو النظام الأساس حكماً في هذا الشأن، توزع الأرباح وتتحمل الخسائر بنسبة حصة كل شريك في رأس المال”.

ويعني ذلك أن النظام يمنح مرونة كاملة للشركاء طالما كان هناك اتفاق مكتوب، وفي حال غيابه تُطبّق النسبة الرأسمالية تلقائياً.

 

ثانياً: مدى جواز الاتفاق على نسب مختلفة من الأرباح والخسائر

من المسائل التي تثير التساؤلات لدى الكثير من الشركاء:

هل يمكن الاتفاق على توزيع الأرباح والخسائر بنسب تختلف عن نسب المساهمة في رأس المال؟

الجواب: نعم، يجوز ذلك.

النظام لا يشترط تطابق النسب، بل يترك المجال لاتفاق الأطراف، شرط ألا يكون الاتفاق باطلاً أو مجحفاً أو مخالفاً لمبدأ العدالة.

على سبيل المثال:

– يمكن الاتفاق على منح شريك إداري نسبة أعلى من الأرباح مقابل توليه المهام التشغيلية.

– يمكن إعفاء شريك ممول من بعض أنواع الخسائر مثل (الخسائر التشغيلية)، بشرط ألا يتحمل شريك آخر الخسائر وحده.

ومع ذلك، لا يجوز أن يُعفى أحد الشركاء من الخسارة تماماً، ما لم يكن شريكاً غير مالك (كأن يكون موظفاً فقط)، لأن ذلك يخالف المبادئ النظامية في الشراكة.

 

ثالثاً: كيف تُنظم بند الأرباح والخسائر في العقد؟

لضمان سلامة الاتفاق وتجنّب الغموض، يُنصح بتضمين التفاصيل التالية في عقد التأسيس أو اتفاقية الشراكة:

  1. النسب الدقيقة لتوزيع الأرباح والخسائر لكل شريك.
  2. توقيت التوزيع: سنوي؟ ربع سنوي؟ حسب قرار الجمعية؟
  3. آلية اتخاذ القرار بشأن التوزيع (بأغلبية الشركاء، أو بالإجماع).
  4. التعامل مع الخسائر التراكمية أو المرحلة من أعوام سابقة.
  5. وضع خاص للشركاء غير العاملين أو الشركاء المستثمرين فقط.

وجود هذه العناصر يضمن وضوح الالتزامات، ويُقلل من احتمالية النزاعات الناتجة عن اختلاف الفهم أو التقدير.

 

رابعاً: أخطاء شائعة في صياغة هذا البند

رصدت الممارسة العملية عدداً من الأخطاء القانونية المتكررة في هذا الجانب، منها:

– استخدام عبارات غامضة مثل: “توزع الأرباح والخسائر حسب ما يراه الشركاء مناسباً”.

– إهمال توثيق الاتفاق كتابياً والاعتماد على تفاهمات شفوية.

– تجاهل بيان الخسائر في العقد والتركيز فقط على الأرباح.

– عدم تحديث نسب التوزيع عند دخول شريك جديد أو خروج آخر.

هذه الأخطاء قد تُضعف موقف أحد الشركاء قانونياً في حال نشوء خلاف، وقد تؤدي إلى بطلان بعض بنود العقد أو الحاجة إلى تدخل قضائي لتفسيرها.

 

خامساً: ما أثر الخلاف في هذا البند على استقرار الشركة؟

الخلافات المتعلقة بتوزيع الأرباح ليست فقط خلافات مالية، بل قد تتسبب في:

– تجميد الأرباح وتأجيل التوزيع.

– تعطيل قرارات إدارية مهمة.

– فقدان الثقة بين الشركاء.

– اللجوء إلى القضاء أو التحكيم، وربما حلّ الشركة إن تعذّر الاتفاق.

لذلك، يُعد التنظيم المبكر والواضح لهذا البند أحد مفاتيح استدامة الشراكات التجارية ونجاح الشركات الناشئة على وجه الخصوص.

 

خاتمة:

توزيع الأرباح والخسائر ليس مجرد بند تقني في عقد الشراكة، بل هو مرآة للعدالة التنظيمية داخل الشركة.

وتنظيمه بوضوح منذ البداية يحمي الشركاء، ويمنح بيئة العمل استقراراً وثقة، ويُجنّبهم الدخول في دوامة نزاعات قانونية مكلفة.

وفي ظل المرونة التي يتيحها نظام الشركات السعودي، بات من الضروري أن يستعين الشركاء بمستشار قانوني عند صياغة هذا البند لضمان اتساقه مع النظام وواقع العمل.

الأخبار الأسبوعية لتاريخ 21/08/2025

أهم الأخبار القانونية في الصحف المحلية

حرصاً من مجموعة بن عرفه للمحاماة والاستشارات الشرعية والقانونية على إحاطتكم بأهم الأخبار القانونية في الصحف المحلية لهذا الأسبوع، والتي لا ينفك ارتباطها عن أعمالكم ونشاطاتكم التجارية والعمالية والاجرائية، وعليه نورد لكم أهم الأخبار فيما يلي:

 

 

 

 

تنظيم تملك غير السعوديين للعقار في المملكة بالهوية الرقيمة

وافق مجلس الوزراء على السماح لغير السعوديين غير المقيمين في المملكة بتملك العقار باستخدام الهوية الرقمية، على أن تتولى الهيئة العامة للعقار، بالتنسيق مع وزارة الداخلية، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، ومركز المعلومات الوطني، والجهات ذات العلاقة، وضع الآليات اللازمة لتفعيل هذه الهوية، بما يضمن جاهزية العمل بها قبل دخول مشروع نظام تملك غير السعوديين للعقار حيّز التنفيذ.

كما وافق المجلس على قرار اللجنة الاستراتيجية بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بشأن حوكمة تملك غير السعوديين للعقار والانتفاع به، وتشكيل لجنة متخصصة ضمن مجلس إدارة الهيئة العامة للعقار لتولي المهام ذات الصلة، على أن يقوم مجلس إدارة الهيئة باستكمال الإجراءات اللازمة لتشكيل هذه اللجنة وتحديد أدوارها التنظيمية.

وفي ذات السياق، أُعيد تشكيل مجلس إدارة الهيئة العامة للعقار برئاسة الرئيس التنفيذي للهيئة، وعضوية ممثلين عن الجهات الحكومية التالية:

وزارة الداخلية

وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان

وزارة المالية

وزارة العدل

وزارة الاقتصاد والتخطيط

وزارة الاستثمار

وزارة البيئة والمياه والزراعة

وزارة الصناعة والثروة المعدنية

الهيئة العامة لعقارات الدولة

الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية

بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء من القطاع الخاص ذي العلاقة بنشاط الهيئة.

يُشار إلى أن مجلس الوزراء أقرّ في يوليو الماضي نظام تملك غير السعوديين للعقار، على أن يدخل النظام حيّز التنفيذ في يناير 2026.

هل ترغب بإضافة ختم أو توقيع قانوني، أو تحويله إلى قالب رسمي؟

 

 

 

 

مستجدات برنامج حماية الأجور في القطاع الخاص

أعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عن تحديثات مهمة ضمن برنامج حماية الأجور، تهدف إلى تعزيز الالتزام وضمان حقوق العاملين في القطاع الخاص.

وفقًا للدليل الإرشادي للبرنامج، فإن إدراج أجر أساسي غير منطقي للعامل يُعد مخالفة نظامية، ويُدرج تلقائيًا ضمن تنبيهات السجلات في صفحة المخالفات، خاصة عند عدم توافقه مع البيانات الأخرى المسجلة. كما تشمل التنبيهات حالات تجاوز الاستقطاعات نسبة 50% من الأجر، أو عدم تسجيل الأجر الأساسي في منصة “مدد” لأكثر من 90 يومًا، أو غياب سجل يثبت استلام العامل لأجره.

وفي حال تأخرت المنشأة عن رفع ملف حماية الأجور لمدة 20 يومًا، يقوم برنامج “مدد” بإحالة الحالة إلى إدارة التفتيش لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

كما تم تحديد فترة تبرير تأخر صرف الرواتب من قبل المنشآت بـ10 أيام، بينما يُمنح العامل 3 أيام للرد على التبرير، وفي حال عدم الرد، يُعتمد التبرير تلقائيًا.

وأكدت الوزارة أن تأخر صرف الرواتب لمدة شهرين يؤدي إلى إيقاف جميع خدمات المنشأة باستثناء إصدار وتجديد رخص العمل، أما في حال التأخر لمدة ثلاثة أشهر، فتُوقف كافة الخدمات، ويُسمح للعامل بنقل خدماته إلى منشأة أخرى دون الحاجة إلى موافقة صاحب العمل الحالي، حتى وإن كانت رخصة العمل سارية.

 

 

 

صدور اللائحة التنفيذية لرسوم الأراضي البيضاء

أعلنت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان اعتماد اللائحة التنفيذية لرسوم الأراضي البيضاء، بهدف زيادة المعروض من الأراضي المطورة وتحقيق التوازن بين العرض والطلب، إلى جانب تعزيز المنافسة ومكافحة الاحتكار.

تتضمن اللائحة آلية مطورة لتطبيق الرسوم، حيث تُقسّم النطاقات الجغرافية إلى شرائح وفقًا لأولويات التطوير العمراني، وتُفرض رسوم سنوية تصل إلى 10% من قيمة الأرض في الشريحة ذات الأولوية القصوى.

وتتولى الوزارة مراجعة دورية لبيانات السوق العقاري، تشمل توافر الوحدات والأراضي، حجم التداول، الأسعار، والممارسات الاحتكارية، لتحديد نطاق تطبيق الرسم أو تعديله أو تعليقه.

حددت اللائحة خمسة شروط تُخضع الأرض البيضاء للرسم، منها ألا تقل مساحة الأرض أو مجموع الأراضي المملوكة لمالك واحد في نطاق المدينة عن 5,000 م². كما راعت اللائحة وجود موانع نظامية أو عوائق تحول دون التطوير، بشرط ألا يكون المالك متسببًا فيها، ويجوز منح مهلة إضافية لإنجاز التطوير حسب طبيعة الأرض.

ويُوقف تطبيق الرسم في حال إنجاز تطوير الأرض أو بنائها خلال المدة النظامية للسداد. كما تم تسهيل إجراءات التطوير عبر مركز خدمات المطورين “إتمام”، الذي يسرّع إصدار التراخيص والمخططات عبر منصة موحدة.

ودعت الوزارة الملاك إلى تسجيل أراضيهم عبر بوابة رسوم الأراضي البيضاء خلال المهلة النظامية التي تُحدد في الإعلانات الرسمية القادمة.

 

من يملك الفكرة داخل الشركة - مقال- بن عرفهai

من يملك الفكرة داخل الشركة؟ المؤسس؟ الموظف؟ الشريك؟

مقدمة:

في بيئة الشركات الناشئة والصناعات المعرفية المتنامية في المملكة العربية السعودية، يُطرح سؤال قانوني متكرر: من يملك الفكرة أو الابتكار الذي وُلد داخل الشركة؟

هل تعود ملكيته للمؤسس لأنه صاحب المبادرة؟ أم للموظف الذي طوّر الفكرة؟ أم أن الشركاء جميعاً يتقاسمون هذا الحق؟

الإجابة على هذا السؤال تتطلب فهماً دقيقاً للإطار القانوني المنظّم للملكية الفكرية في السعودية، خصوصاً في ظل الأنظمة الحديثة، مثل: نظام العمل، ونظام الشركات، ونظام براءات الاختراع، ونظام حماية حقوق المؤلف.

 

أولاً: الفكرة لا تُحمى قانونياً… ولكن

من المهم بدايةً التمييز بين الفكرة المجردة والتجسيد الملموس للفكرة.

بحسب نظام براءات الاختراع والتصميمات التخطيطية للدوائر المتكاملة والأصناف النباتية والنماذج الصناعية، الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/27) لعام 1425هـ وتعديلاته، وكذلك نظام حماية حقوق المؤلف:

لا تُعد الفكرة بذاتها محلاً للحماية القانونية، ما لم يتم تحويلها إلى صيغة ملموسة قابلة للتطبيق (كمنتج، برنامج، مخطط، نموذج صناعي، أو صياغة أدبية أو فنية).

بالتالي، مجرد التفكير في مشروع أو تطبيق أو منتج جديد لا يكفي للمطالبة بالحماية النظامية، ما لم يُترجم هذا التصور إلى شيء يمكن إثباته أو تسجيله رسمياً.

 

ثانياً: ملكية الابتكار في سياق العلاقة الوظيفية

ينظّم نظام العمل السعودي العلاقة بين الموظف وصاحب العمل، لكنه لا يتناول الملكية الفكرية بشكل تفصيلي، لذا يُستكمل بالرجوع إلى أنظمة الملكية الفكرية.

وبحسب نظام براءات الاختراع (المادة 10)، فإن:

“لصاحب العمل الحق في براءة الاختراع إذا كان الاختراع قد نتج عن تنفيذ العامل لالتزاماته الوظيفية أو بناء على تعليمات صادرة من صاحب العمل.”

وعليه، فإن ما يُنتجه الموظف أثناء فترة عمله، وبسبب طبيعة وظيفته، أو باستخدام موارد الشركة (أجهزة، بيانات، تمويل)، يُعد ملكاً لصاحب العمل، ما لم يُنص في العقد على خلاف ذلك.

أما إذا قام الموظف بابتكار شيء خارج نطاق عمله، دون الاستعانة بموارد الشركة، ودون علاقة مباشرة بمهامه، فالابتكار يعود له شخصياً، وله الحق في تسجيله باسمه.

مثال تطبيقي:

– إذا طوّر موظف في شركة برمجيات خوارزمية ضمن مشروع كُلِّف به رسمياً، فالشركة هي المالكة.

– أما إذا طوّر نفس الموظف مشروعاً جانبياً خارج أوقات العمل وبشكل مستقل، فله الحق في ملكيته، بشرط ألا يتعارض مع سياسات الشركة أو يسبب تضارب مصالح.

 

ثالثاً: ملكية الفكرة بين الشركاء والمؤسسين

في الشركات الناشئة، غالباً ما يتم تأسيس الشركة بناءً على فكرة ابتكرها أحد المؤسسين. وهنا تظهر الإشكالية: هل الفكرة تظل ملكاً لصاحبها بعد تأسيس الشركة؟ أم تنتقل إلى الكيان الاعتباري؟

الإجابة تعتمد على وجود اتفاق صريح في عقد التأسيس أو اتفاقية الشركاء.

إذا نُقلت الفكرة رسمياً إلى الشركة، فإنها تصبح جزءاً من أصول الشركة وتُعامل كملكية فكرية تابعة لها.

أما إذا لم تُنظَّم هذه النقطة، فقد تحدث نزاعات قانونية، خصوصاً في حال انسحاب أحد الشركاء أو بيع الشركة لمستثمر جديد.

تنظيم هذه العلاقة يتطلب:

– نصاً صريحاً في عقد التأسيس يحدد ملكية الأصول غير الملموسة (العلامة، الفكرة، التقنية، النموذج…).

– اتفاقاً بين الشركاء على نقل حقوق الملكية الفكرية إلى الشركة، سواء بمقابل أو كجزء من المساهمة العينية.

 

رابعاً: التوصية القانونية

لتجنّب النزاعات في المستقبل، يجب على رواد الأعمال ومؤسسي الشركات:

  1. تنظيم ملكية الفكرة والعناصر الفكرية الأخرى في اتفاقية التأسيس، سواء أكانت العلامة التجارية، أو خطة العمل، أو النموذج الأولي.
  2. إدراج بند صريح في عقود العمل ينص على نقل حقوق الملكية الفكرية للشركة، في حال كان الابتكار جزءاً من الوظيفة.
  3. تسجيل المنتجات، البرمجيات، التصاميم، أو العلامات رسمياً لدى الهيئة السعودية للملكية الفكرية (SAIP) لضمان حماية قانونية قوية.
  4. استخدام اتفاقيات عدم الإفصاح (NDA) قبل عرض الفكرة على مستثمر أو متعاون خارجي، لحماية المعلومات الحساسة.

 

خاتمة:

ملكية الفكرة داخل الشركة ليست أمراً بديهياً، بل قضية قانونية حساسة يُفترض أن تُنظَّم منذ اللحظة الأولى لتأسيس العلاقة، سواء كانت علاقة شراكة أو توظيف.

إن تجاهل هذا الجانب قد يؤدي إلى نزاعات مريرة بين الشركاء أو بين الشركة وأحد موظفيها، مما يُهدد استقرار المشروع وربما وجوده بالكامل.

في ظل الأنظمة السعودية المتقدمة لحماية الملكية الفكرية، أصبحت الأدوات القانونية متوفرة، ويبقى على أصحاب الأعمال توظيفها بالشكل الصحيح.

الاستثمار الصناعي في السعودية_مقال_بن عرفة-1

الاستثمار الصناعي في السعودية: التحديات القانونية وآليات التحفيز

مقدمة:

يشهد قطاع الصناعة في المملكة العربية السعودية تحولاً استراتيجياً ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. ويُعتبر الاستثمار الصناعي أحد الأعمدة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة وخلق فرص عمل نوعية، لا سيما في ظل الأنظمة القانونية والتنظيمية التي تم تحديثها لتوفير بيئة استثمارية تنافسية.

هذا المقال يستعرض الإطار النظامي المنظم لهذا القطاع، ويحلل أبرز التحديات القانونية، مع استعراض آليات التحفيز التي تقدمها الدولة للمستثمرين الصناعيين في المملكة.

 

أهمية الاستثمار الصناعي ضمن رؤية السعودية 2030:

تُشكّل الصناعة إحدى ركائز رؤية المملكة، حيث تهدف الاستراتيجية الوطنية للصناعة إلى:

  • رفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي.
  • زيادة الصادرات غير النفطية.
  • تمكين الصناعات المتقدمة والتقنيات الحديثة.

ووفقاً للهيئة العامة للإحصاء، بلغ عدد المصانع المرخصة حتى مارس 2025 أكثر من 11,000  مصنع بإجمالي استثمارات تزيد على1.4  تريليون ريال سعودي، ما يعكس حيوية القطاع وديناميكية النمو فيه.

 

الإطار النظامي للاستثمار الصناعي في المملكة:

ينظَّم الاستثمار الصناعي في السعودية عبر حزمة من الأنظمة:

  • نظام الاستثمار (1446هـ): يوفر حماية نظامية لرأس المال الأجنبي، ويمنح حقوقاً متساوية للمستثمر المحلي والأجنبي.
  • نظام الشركات (1443هـ): يُتيح تأسيس الشركات الصناعية بأشكال متعددة، مثل الشركات المساهمة المبسطة والشركات ذات المسؤولية المحدودة.
  • نظام البيئة الصناعية والتراخيص: يشترط الحصول على ترخيص صناعي من وزارة الصناعة والثروة المعدنية، مع الالتزام بضوابط بيئية وصحية.
  • نظام حماية الملكية الفكرية (تحت الإجراء): يعزز حماية الابتكارات الصناعية والاختراعات.

 

نظام الاستثمار السعودي 1446هـ: ضمانات وحوافز

يتضمن نظام الاستثمار الجديد عدة عناصر تحفيزية مهمة:

  1. المساواة بين المستثمرين: يعامل المستثمر الأجنبي معاملة المستثمر المحلي دون تمييز.
  2. الضمانات: لا يجوز مصادرة المشروع أو نزع ملكيته إلا بحكم قضائي وتعويض عادل.
  3. الحوافز المالية: تشمل إعفاءات جمركية وضريبية، ودعم تمويلي من الجهات الحكومية.
  4. المرونة في تحويل الأرباح ورأس المال: يُسمح بتحويل العوائد للخارج وفق تنظيمات مؤسسة النقد.

وتُشرف وزارة الاستثمار على تنظيم العلاقة بين المستثمر والجهات الحكومية الأخرى.

 

نظام الشركات وتأسيس الكيانات الصناعية:

يسمح نظام الشركات السعودي بتأسيس شركات صناعية في عدة صور:

  • شركة مساهمة مبسطة: مناسبة للمشاريع التقنية والصغيرة والمتوسطة.
  • شركة ذات مسؤولية محدودة: توفر مرونة كبيرة للمستثمرين.
  • شركة مساهمة: مناسبة للصناعات الكبرى والمشاريع الاستراتيجية.

وقد تم تبسيط الإجراءات من خلال منصة “استثمر” الإلكترونية التي تتيح تقديم الطلبات إلكترونياً، والحصول على الموافقات من الجهات المختصة.

 

أنظمة التراخيص الصناعية والامتثال البيئي:

تمنح وزارة الصناعة ترخيصاً صناعياً للمصانع وفقاً لضوابط محددة، منها:

  • تحديد نوع النشاط الصناعي.
  • الامتثال لمتطلبات البيئة والسلامة المهنية.
  • تسجيل المنشأة في السجل الصناعي.
  • التحقق من موقع المصنع والاشتراطات البلدية.

كما تتولى الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة مراقبة الالتزام بالمعايير البيئية، وتُفرض غرامات على المنشآت المخالفة.

 

أبرز التحديات القانونية التي تواجه المستثمرين الصناعيين:

رغم التحسينات النظامية، لا يزال المستثمرون الصناعيون يواجهون بعض التحديات، منها:

  1. تعدد الجهات المنظمة وصعوبة التنسيق بينها.
  2. التأخر في إصدار بعض التصاريح البيئية أو الإنشائية.
  3. عدم وضوح بعض الإجراءات الجزائية في حالات النزاع الصناعي.
  4. صعوبة حماية أسرار التصنيع، وعدم وجود آلية تنفيذ فعالة لبعض حقوق الملكية الفكرية.

 

إجراءات التقاضي والتحكيم في المنازعات الصناعية:

يُتاح للمستثمر الصناعي خيار اللجوء إلى:

  • المحاكم التجارية للنزاعات المتعلقة بالعقود.
  • مركز التحكيم التجاري السعودي كجهة بديلة لحل النزاعات بسرعة وفعالية.
  • التحكيم المؤسسي أو الحر بموجب اتفاق مسبق بين الأطراف.

وينص نظام التحكيم السعودي على اعتراف وتنفيذ أحكام التحكيم الأجنبية وفقاً لاتفاقية نيويورك.

 

آليات التحفيز الحكومي للاستثمار الصناعي:

تشمل أبرز آليات التحفيز النظامية:

  • الإعفاء الجمركي على المعدات والمواد الخام.
  • دعم القروض الصناعية عبر صندوق التنمية الصناعية السعودي(SIDF).
  • أراضٍ صناعية بأسعار رمزية عبر الهيئة السعودية للمدن الصناعية.
  • دعم التدريب والتوظيف بالتعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف).

 

دور صندوق التنمية الصناعية السعودي(SIDF):

يُعد الصندوق شريكاً رئيسياً في تمويل المشاريع الصناعية، حيث يقدّم:

  • قروضاً تصل إلى 75٪ من التكلفة الرأسمالية للمشروع.
  • تمويلات مرنة للمشاريع التقنية والصغيرة والمتوسطة.
  • دعم استشاري ودراسات جدوى.

وتبلغ الميزانية التمويلية للصندوق أكثر من 105 مليارات ريال سعودي بحسب تقارير عام 2024.

 

أهمية حماية الملكية الفكرية في المشاريع الصناعية:

تحظى حقوق الملكية الفكرية بأهمية كبيرة في القطاع الصناعي، خاصة في المجالات التالية:

  • براءات الاختراع الصناعية.
  • العلامات التجارية للمنتجات.
  • التصاميم والنماذج الصناعية.
  • الأسرار التجارية.

ويُنظَّم ذلك بموجب مشروع نظام الملكية الفكرية الذي تعمل عليه الهيئة السعودية للملكية الفكرية لتعزيز الحماية والرقابة.

 

المزايا النظامية للمستثمر الأجنبي في القطاع الصناعي:

  • الملكية الكاملة للمشاريع الصناعية بنسبة 100٪.
  • التمتع بنفس المزايا الممنوحة للمستثمر المحلي.
  • الحماية من التمييز أو المعاملة التفضيلية ضد الأجانب.
  • القدرة على نقل الأرباح والتمويلات إلى الخارج بحرية.

وهذه الامتيازات تضع السعودية ضمن أفضل الوجهات الصناعية في الشرق الأوسط، وفقاً لتقارير”FDI Intelligence”.

 

الفرص المستقبلية والاستراتيجية للمستثمرين الصناعيين:

  • الصناعات الدوائية والغذائية والبتروكيماوية.
  • الصناعات المرتبطة بالطاقة المتجددة (الهيدروجين الأخضر، الألواح الشمسية).
  • المجالات التقنية والتصنيع الذكي ضمن المدن الصناعية الذكية.
  • الاندماج في سلاسل الإمداد العالمية عبر مبادرة “صنع في السعودية”.

 

خاتمة:

يُعد الاستثمار الصناعي في السعودية فرصة حقيقية للمستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء، في ظل بيئة قانونية متطورة، وإرادة حكومية واضحة في تعزيز القطاع الصناعي. ومع التوسع في الحوافز وتقنين الإجراءات، يتعين على المستثمرين الاستفادة من البنية التشريعية الحالية والتخطيط القانوني السليم لضمان نجاح مشاريعهم على المدى الطويل.

 

الأسئلة الشائعة (FAQ):

  1. ما هي أبرز الحوافز الحكومية للصناعة؟
    تشمل الإعفاء الجمركي، والتمويل الصناعي، والأراضي الصناعية المدعومة.
  2. هل يمكن للمستثمر الأجنبي امتلاك مصنع 100٪؟
    نعم، يُسمح بذلك في معظم الصناعات وفقاً لنظام الاستثمار السعودي.
  3. هل التحكيم متاح في النزاعات الصناعية؟
    نعم، ويمكن اللجوء لمركز التحكيم التجاري السعودي.
  4. ما مدة ترخيص المصنع؟
    تُمنح التراخيص عادة لمدة 3-5 سنوات قابلة للتجديد.
  5. هل الملكية الفكرية محمية قانونياً؟
    نعم، بموجب أنظمة متخصصة تشرف عليها الهيئة السعودية للملكية الفكرية.

 

الأخبار الأسبوعية لتاريخ 07/08/2025

أهم الأخبار القانونية في الصحف المحلية

 

حرصاً من مجموعة بن عرفه للمحاماة والاستشارات الشرعية والقانونية على إحاطتكم بأهم الأخبار القانونية في الصحف المحلية لهذا الأسبوع، والتي لا ينفك ارتباطها عن أعمالكم ونشاطاتكم التجارية والعمالية والاجرائية، وعليه نورد لكم أهم الأخبار فيما يلي:

  

 

«الترفيه» تضع سقفًا ماليًا لمخالفات الأنشطة الترفيهية يصل إلى مليون ريال

تعمل الهيئة العامة للترفيه على إعداد لائحة تنظيمية لمخالفات وعقوبات الأنشطة الترفيهية المساندة، تتضمن فرض غرامات مالية تصل إلى مليون ريال كحد أقصى، وذلك ضمن جهودها لتنظيم القطاع وتطويره ورفع كفاءة مخرجاته.

385 مخالفة تندرج ضمن اللائحة

وقد حددت مسودة اللائحة، المطروحة حاليًا للنقاش مع المهتمين، (385) مخالفة تستوجب الغرامة ضمن مختلف قطاعات الترفيه، تشمل سلوكيات تتنافى مع الهوية العربية والإسلامية للمملكة، والتي يعاقب مرتكبها بعقوبة مالية لا تتجاوز مليون ريال، أو بإحدى العقوبات غير المالية، أو بهما معًا، وفق السلطة التقديرية للجنة النظر في المخالفات.

تصنيف المدن وأسس تطبيق العقوبات

تُصنَّف المدن إلى فئتين:

التصنيف الأول: المدن الرئيسة (الرياض، جدة).

التصنيف الثاني: بقية المدن والمناطق.

وتشترط اللائحة تطبيق الإنذار قبل فرض العقوبات على المخالفات غير الجسيمة، مع منح مهلة تصحيحية حسب تقدير اللجنة لمعالجة المخالفة. وفي حال تكرار المخالفة خلال سنة ميلادية أو عدم تصحيحها في المدة المحددة، تُضاعف العقوبة، مع جواز استثناء ذلك حسب تقدير اللجنة.

سقف العقوبات المالية حسب حجم المنشأة:

المخالفات الجسيمة:

المنشآت الكبيرة: حتى 1,000,000 ريال.

المنشآت المتوسطة: حتى 750,000 ريال.

المنشآت الصغيرة: حتى 500,000 ريال.

المنشآت متناهية الصغر: حتى 250,000 ريال.

المخالفات غير الجسيمة:

المنشآت الكبيرة: حتى 400,000 ريال.

المنشآت المتوسطة: حتى 300,000 ريال.

المنشآت الصغيرة: حتى 200,000 ريال.

المنشآت متناهية الصغر: حتى 100,000 ريال.

 

ضوابط وتعليمات إضافية:

فرض عقوبات غير مالية لحين تصحيح أو إزالة المخالفة.

إيقاف النشاط الترفيهي أو المساند بشكل فوري كإجراء احترازي.

إتاحة تقديم التظلمات خلال مدة أقصاها 10 أيام من تاريخ القرار.

تُصدر العقوبات التي تقل عن 10,000 ريال بشكل فوري دون الرجوع للجنة.

 

تعديلات جوهرية على أنظمة التوثيق والتحكيم والمحاماة تشمل قسمة الأموال الشائعة والوكالات وأتعاب المحامين

صدور موافقة الجهات المختصة على تعديلات هامة طالت أنظمة التوثيق، والتحكيم، والمحاماة، شملت عدة مواد تتعلق بقسمة الأموال الشائعة، قبول الهبة، اختصاصات كتاب العدل، مدة الوكالة الشرعية، وأتعاب المحاماة.

نظام التوثيق

شملت التعديلات المواد الآتية:

الفقرة (6) من المادة (11): أصبحت تنص على أن اختصاص كتاب العدل يشمل قسمة الأموال الشائعة – بما فيها العقار – في حال عدم وجود نزاع، أو وجود حصة وقف أو وصية، أو أطراف منعدمي أو ناقصي الأهلية، أو غائبين.

المادة (12): نصت التعديلات على أنه لا يجوز لكاتب العدل توثيق إقرار أو عقد يكون أحد طرفيه عديم أو ناقص الأهلية، أو غائبًا، أو ناظر وقف أو وصية، باستثناء حالات محددة، وهي:

قبول الهبة.

تصرفات الأب في مال ولده عديم أو ناقص الأهلية.

إقرار البائع بالبيع على مورث عديم أو ناقص الأهلية وقبضه الثمن قبل الوفاة.

ما يُنزع من العقار للمنفعة العامة (ما لم يكن البدل عقاراً).

عقود التأجير التي لا تتطلب إذن المحكمة المختصة.

المادة (38): أصبحت تنص على أن مدة صك الوكالة خمس سنوات من تاريخ صدوره، ما لم تُفسخ أو يُتوفى أحد طرفيها أو يُفقد أهليته قبل ذلك، أو يحدد الموكل مدة أقل.

الفقرة (2) من المادة (40): أكدت التعديلات على أن نماذج العقود يجب أن تتيح للمتعاقدين الحق في إضافة أي شرط أو اتفاق، ما لم يتعارض مع النصوص النظامية.

نظام التحكيم

الفقرة (1) من المادة (10): تم تعديلها ليصبح نصها: “لا يصح الاتفاق على التحكيم إلا ممن يكون أهلاً للتصرف، سواء كان شخصاً طبيعياً أو اعتبارياً.”

الفقرة الفرعية (ب) من الفقرة (1) من المادة (50): أصبحت تنص على أنه إذا كان أحد طرفي اتفاق التحكيم وقت إبرامه عديم الأهلية أو ناقصها وفقًا للنظام الذي يحكم أهليته، يكون الاتفاق غير صحيح.

نظام المحاماة

المادة (18): تم تعديلها لتقتصر ممارسة الترافع أمام المحاكم وديوان المظالم واللجان المختصة على المحامين المقيدين في جدول الممارسين، مع استثناءات محددة تشمل:

الزوج أو الصهر أو القريب حتى الدرجة الرابعة.

الممثل النظامي للشخص ذي الصفة الاعتبارية.

الوصي والولي وناظر الوقف في قضايا الوصاية والنظارة التي يقومون عليها.

مأمور بيت المال في حدود اختصاصه النظامي.

المادة (26): أكدت التعديلات أن أتعاب المحامي وطريقة دفعها تُحدد باتفاق مكتوب مع الموكل. وفي حال عدم وجود اتفاق أو كان باطلاً أو تم فسخه، يجوز للمحكمة تقدير الأتعاب بناءً على طلب أي من الطرفين، وفقاً لجهد المحامي والنفع الذي عاد على الموكل. وينطبق هذا الحكم كذلك على الدعاوى الفرعية الناشئة عن القضية الأصلية

 

المعلومة القانونية:

المادة (79) من نظام المعاملات المدنية وضعت أجلين لسقوط دعوى الإبطال:

المدة القصيرة (سنة واحدة)

إذا علم المتضرر بالسبب الذي يخول له حق الإبطال (مثل العلم بالتدليس أو الغلط)، يجب عليه رفع دعوى الإبطال خلال سنة من تاريخ هذا العلم.

إذا كان السبب نقص الأهلية أو الإكراه، يبدأ احتساب السنة من:

تاريخ اكتمال الأهلية (بلوغ القاصر سن الرشد).

أو زوال الإكراه (انتهاء حالة الإكراه التي أُكره فيها على التعاقد).

المدة الطويلة (عشر سنوات)

تسقط دعوى الإبطال مهما كانت الأسباب (عدا نقص الأهلية) بمضي عشر سنوات من تاريخ إبرام العقد، حتى لو لم يعلم المتضرر بسبب الإبطال

 

 

 

الأخبار الأسبوعية لتاريخ 31/07/2025

 

أهم الأخبار القانونية في الصحف المحلية

حرصاً من مجموعة بن عرفه للمحاماة والاستشارات الشرعية والقانونية على إحاطتكم بأهم الأخبار القانونية في الصحف المحلية لهذا الأسبوع، والتي لا ينفك ارتباطها عن أعمالكم ونشاطاتكم التجارية والعمالية والاجرائية، وعليه نورد لكم أهم الأخبار فيما يلي:

 

 

 

 نظام تملك غير السعوديين للعقار في المملكة

وافق مجلس الوزراء على نظام تملك غير السعوديين للعقار، في خطوة نوعية تعكس توجه المملكة نحو تعزيز الانفتاح الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية، حيث يُعد هذا النظام إحدى مبادرات رؤية المملكة 2030، ويهدف إلى تعزيز قطاع العقارات وتنويع مصادر الدخل الوطني. ويتيح النظام لغير السعودي تملك العقار أو اكتساب الحقوق العينية عليه داخل المملكة، وفق ضوابط واضحة، مع التأكيد على عدم الإخلال بما يلي:

حقوق الملكية العقارية التي ترتبط بصفة نظامية لغير السعوديين أو الأشخاص من ذوي الصفة الاعتبارية قبل نفاذ أحكامه.

الأحكام النظامية التي تمنع تملك العقار في مواقع أو مناطق معينة.

 

 

 

 

إلغاء المرسوم الملكي رقم (٤٤) وتاريخ 1377/11/29هـ.

مع الالتزام بالضوابط الخاصة، التي تقتصر على تملك الشخص الطبيعي المسلم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، كم يحق للمقيم النظامي تملك عقار سكني واحد فقط خارج هاتين المدينتين، دون الإخلال بأحكام نظام الإقامة المميزة أو تنظيم تملك مواطني دول مجلس التعاون الخليجي للعقار.

ويُتوقع أن يسهم هذا النظام في رفع جاذبية السوق العقاري أمام المستثمرين الدوليين وتحقيق عوائد اقتصادية طويلة الأجل، مع الحفاظ على التوازن بين أهداف التنمية ومتطلبات السيادة التنظيمية.

 

 

 

 

 

 

 تعديل على المادة (17/5) من اللائحة التنفيذية لنظام التنفيذ أمام ديوان المظالم، لتكون بصيغتها الجديدة:

“تحدد الدائرة في أمر المنع من السفر أو منع التعامل مدة ينتهي بها المنع، ولها بعد انتهاء المدة أن تصدر -وفق أحكام النظام واللائحة- أمرًا جديدًا بالمنع”.

 هيئة السوق المالية تعتمد تعديلات تنظيمية جديدة لتعزيز كفاءة صناديق الاستثمار

أعلنت هيئة السوق المالية عن اعتماد مجموعة من التعديلات التنظيمية على لائحة صناديق الاستثمار، ولائحة صناديق الاستثمار العقاري، وقائمة المصطلحات المستخدمة في لوائح الهيئة وقواعدها، وذلك ضمن جهودها الرامية إلى تطوير البيئة التنظيمية وتحفيز نمو قطاع إدارة الأصول في المملكة.

وأكدت الهيئة أن هذه التعديلات، التي أُقرت بموجب قرار مجلس هيئة السوق المالية، تهدف إلى رفع كفاءة إدارة الصناديق الاستثمارية، وتعزيز تنافسية السوق المحلية، من خلال تبني أفضل الممارسات الدولية وتحديث الأطر المتعلقة بالإفصاح والحوكمة، بما يضمن حماية حقوق مالكي الوحدات ويعزز مستويات الشفافية.

أبرز التعديلات:

توسيع نطاق الجهات الموزعة: تم السماح لمنصات التوزيع الإلكترونية وشركات النقود الإلكترونية المرخصة من البنك المركزي السعودي بتوزيع وحدات الصناديق الاستثمارية.

تطوير إجراءات إنهاء الصناديق: تنظيم عملية انسحاب مديري الصناديق مع اشتراط موافقة الهيئة، وضمان انتقال المهام إلى مدير بديل خلال 60 يومًا لحماية مصالح المستثمرين.

 

 

 

 

 

معلومة قانونية:

مخالصة الموظف أثناء سريان العقد

إلزام العامل بتوقيع مخالصة مالية أثناء سريان العقد، ممارسة باطلة بموجب المادة (8) من نظام العمل، التي تنص على:

“يبطل كل شرط يخالف أحكام هذا النظام، ويبطل كل إبراء أو مصالحة عن الحقوق الناشئة للعامل بموجب هذا النظام أثناء سريان عقد العمل، ما لم يكن أكثر فائدة للعامل”.

لذلك، فإن أي مخالصة تُبرم مع العامل وهو لا يزال على رأس العمل، تُعد غير نافذة من الناحية النظامية، إلا إذا تضمنت مكاسب إضافية للعامل تتجاوز ما يكفله له النظام.

التحكيم في منازعات الامتياز التجاري_مقال_بن عرفة-1_thumb

التحكيم في منازعات الامتياز التجاري: حماية العلامة أم تقييد الامتياز؟

مقدمة:

في ظل تزايد عقود الامتياز التجاري في المملكة العربية السعودية، أصبحت المنازعات الناشئة عنها محوراً مهماً للنقاش القانوني، لا سيما تلك المتعلقة باستخدام العلامة التجارية وشروط التوزيع والامتداد الجغرافي.

وقد برز التحكيم كوسيلة بديلة لحل هذه النزاعات نظراً لسرعته ومرونته وسريته مقارنة بالتقاضي القضائي. لكن يبقى التساؤل المطروح: هل يستخدم التحكيم لحماية العلامة التجارية؟ أم أنه يُسهم أحياناً في تقييد حقوق ممنوح الامتياز؟

هذا المقال يسلط الضوء على الإطار القانوني للتحكيم في منازعات الامتياز التجاري في السعودية، ويحلل أبعاده القانونية ومدى تأثيره على العلاقة بين الطرفين.

 

نظام الامتياز التجاري السعودي: الإطار القانوني للمنازعات

نُظّم الامتياز التجاري في السعودية بموجب نظام الامتياز التجاري الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/22) وتاريخ 1441/2/9هـ، إضافة إلى اللائحة التنفيذية الصادرة عن وزارة التجارة عام 1441هـ.

وقد أتاح النظام للطرفين حرية تضمين شرط التحكيم في اتفاقية الامتياز، شرط ألا يتعارض مع الأنظمة العامة أو يقيد حق أحد الطرفين في اللجوء إلى الجهات المختصة في حالات محددة.

كما ألزم النظام مانح الامتياز بتقديم وثيقة إفصاح تتضمن تفاصيل العلاقة، ومنها آلية فض النزاعات، قبل توقيع الاتفاقية بـ 14 يوماً على الأقل، مما يمنح ممنوح الامتياز فرصة قانونية للنظر في بنود التحكيم قبل الالتزام بها.

 

التحكيم كوسيلة بديلة لفض المنازعات التجارية:

يُعد التحكيم من أبرز الوسائل البديلة التي أقرها نظام التحكيم السعودي الصادر بالمرسوم الملكي (م/34) لعام 1433هـ، ويجوز الاتفاق عليه بموجب شرط تحكيم أو اتفاق منفصل.

ويمكن لطرفي عقد الامتياز التجاري الاتفاق على أن يُعرض النزاع على هيئة تحكيم داخل المملكة أو خارجها، شريطة أن يتضمن العقد صياغة واضحة وصحيحة قانونياً لهذا الشرط.

وما يُميز التحكيم في هذا السياق:

  • السرية العالية.
  • اختيار محكمين متخصصين في عقود الامتياز.
  • سرعة الفصل في النزاع.
  • قابلية تنفيذ الأحكام الصادرة داخل السعودية وخارجها بموجب اتفاقية نيويورك 1958.

 

أنواع منازعات الامتياز التجاري الشائعة في المملكة:

تشمل أبرز المنازعات التي تُعرض على التحكيم في مجال الامتياز التجاري:

  1. خلافات حول استخدام العلامة التجارية (منع، إساءة، تضارب).
  2. نزاعات حول حصرية التوزيع الجغرافي أو السوقي.
  3. فسخ اتفاقية الامتياز قبل انتهائها.
  4. خلافات حول التزامات التدريب والدعم الفني.
  5. المطالبة بالتعويض عن خسائر بسبب قيود مفروضة من مانح الامتياز.

 

متى يُلجأ للتحكيم في منازعات الامتياز؟

يتم اللجوء إلى التحكيم عادةً عند فشل التفاوض أو التسوية الودية، ويُستند إلى:

  • وجود شرط تحكيم صريح في عقد الامتياز.
  • أو اتفاق لاحق بين الطرفين بعد نشوء النزاع.

ويُفضل أن يتم النص على التحكيم في العقود بشكل دقيق يشمل: مكان التحكيم، ولغة الإجراءات، والقانون الواجب التطبيق، وعدد المحكمين.

 

حالات الخلاف بين مانح وممنوح الامتياز حول العلامة التجارية

من أبرز صور الخلافات التي تُطرح على هيئات التحكيم:

  • منع ممنوح الامتياز من استخدام العلامة رغم التزامه بالعقد.
  • استخدام مانح الامتياز لنفس العلامة في منطقة مشمولة بحق الامتياز الحصري.
  • نزاعات حول حماية العلامة من التزوير، ومدى التزام مانح الامتياز بذلك.

في هذه الحالات، يكون التحكيم وسيلة مناسبة للفصل العادل بعيداً عن بطء القضاء.

 

التمييز بين حماية العلامة التجارية وتقييد حق الامتياز

يجب التفريق بين حماية العلامة كحق أصيل لمانح الامتياز بموجب نظام العلامات التجارية، وبين تقييد الامتياز الممنوح بما يتعارض مع شروط العقد أو يعطل استثماره.

التحكيم هنا يلعب دوراً دقيقاً:

  • إذا طُبّق بعدالة، يمكن أن يضمن التوازن بين مصلحة العلامة ومصلحة ممنوح الامتياز.
  • أما إذا صيغت شروط التحكيم بطريقة مجحفة، فقد يؤدي إلى فرض قيود تعسفية على استخدام الامتياز، أو يجعل فسخ العقد مسألة ميسّرة لصالح الطرف الأقوى.

 

شروط صحة شرط التحكيم في عقود الامتياز وفق النظام السعودي:

حتى يكون شرط التحكيم في عقد الامتياز التجاري نافذاً، يجب أن:

  1. يكون مكتوباً بوضوح.
  2. يتضمن تحديد هيئة التحكيم أو مرجع التحكيم.
  3. لا يخالف النظام العام أو الشريعة الإسلامية.
  4. لا يُستخدم للتحايل على الحقوق النظامية أو تقييد حق أحد الأطراف في التقاضي أمام المحاكم المختصة إذا لم يتم الاتفاق الصريح.

 

دور مركز التحكيم التجاري السعودي في منازعات الامتياز:

يُعتبر مركز التحكيم التجاري السعودي (SCCA) جهة موثوقة لحل منازعات الامتياز داخل المملكة.
يوفر المركز قواعد تحكيم مرنة، وهيئة إدارية محايدة، وخدمات إلكترونية، كما أنه يتمتع باعتراف قضائي رسمي بأحكامه.

 

إجراءات تنفيذ أحكام التحكيم داخل المملكة:

بموجب نظام التنفيذ السعودي، يتم تنفيذ حكم التحكيم بعد تصديقه من محكمة التنفيذ إذا لم يتعارض مع أحكام الشريعة أو النظام العام.

وإذا كان الحكم أجنبياً، فيجب أن يكون صادراً عن دولة طرف في اتفاقية نيويورك، وأن يتم تقديمه مع ترجمة معتمدة.

 

آثار التحكيم على العلاقة التعاقدية بين الأطراف:

يترتب على التحكيم ما يلي:

  • وقف تنفيذ العقد مؤقتاً في حال النزاع على فسخه.
  • إعادة تفسير بنود العقد وفق رأي الهيئة التحكيمية.
  • إما إنهاء العقد أو تعديله أو إلزام أحد الطرفين بتعويض.

 

أثر التحكيم في استمرارية استخدام العلامة التجارية

في حال صدور حكم تحكيم لصالح ممنوح الامتياز، يمكن أن يُعاد له الحق في استخدام العلامة، أو يُحصل على تعويض عن الفترة التي مُنع فيها من استغلالها.

أما إذا ثبت سوء الاستخدام، فيجوز لمانح الامتياز المطالبة بفسخ العقد أو التعويض.

 

 

تحديات تطبيق التحكيم في منازعات الامتياز التجاري:

  • ضعف الوعي بصياغة شرط التحكيم بشكل محايد.
  • هيمنة بعض مانحي الامتياز على الشروط التعاقدية.
  • صعوبة تنفيذ بعض أحكام التحكيم الأجنبية بسبب إجراءات محلية.

 

خاتمة:

يُعد التحكيم في منازعات الامتياز التجاري أداة فعّالة لحل الخلافات بطريقة سريعة وسرية، لكن يجب الحذر من استخدامه بطريقة تُقيد حقوق أحد الطرفين، لا سيما فيما يتعلق باستخدام العلامة التجارية.

ولذلك، من الضروري صياغة عقود الامتياز وفق ضوابط نظامية متوازنة، وتضمين شرط تحكيم عادل يحفظ حقوق الطرفين ويضمن الاستمرارية التجارية والاستثمارية.

 

الأسئلة الشائعة (FAQ):

  1. هل التحكيم إلزامي في عقود الامتياز؟
    لا، إلا إذا نص عليه العقد صراحة.
  2. هل يمكن تنفيذ حكم تحكيم صادر من الخارج؟
    نعم، بشرط أن يكون متوافقاً مع الأنظمة السعودية وأن تصادق عليه محكمة التنفيذ.
  3. ما الجهة المسؤولة عن التحكيم في السعودية؟
    مركز التحكيم التجاري السعودي (SCCA) هو الجهة الأبرز.
  4. هل يجوز لممنوح الامتياز الاعتراض على شرط التحكيم؟
    يمكن ذلك قبل التوقيع على العقد أو من خلال الطعن في صياغته إن كانت مجحفة.
  5. هل يؤثر التحكيم على استمرار استخدام العلامة التجارية؟
    نعم، إذا تناول النزاع الحق في استخدامها أو شروط استمرارها.